الكنـــــــج مدير
عدد الرسائل : 662 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: تكملة قصة سيدنا ابراهيم الأربعاء أبريل 09, 2008 6:34 pm | |
| ويحدثنا القديس برنابا في إنجيله إن إبراهيم حطم الأصنام قبل أن يكلفه الله تعالى بالدعوة. يقول برنابا في الفصل التاسع والعشرين: إن إبراهيم سمع صوتا يناديه. سأل إبراهيم: من يناديني؟ حينئذ سمع قائلا يقول: "أنا ملاك الله جبريل". فارتاع إبراهيم ولكن الملاك سكن روعه قائلا: لا تخف يا إبراهيم لأنك خليل الله، فإنك لما حطمت آلهة الناس تحطيما اصطفاك إله الملائكة والأنبياء حتى إنك كتبت في سفر الحياة. وتمضي كلمات برنابا فيقول: إن إبراهيم تساءل ماذا يفعل ليعبد إله الملائكة والأنبياء؟ وأجابه جبريل أن يذهب لهذا الينبوع ويغتسل ويصعد الجبل ليكلمه الله تعالى. وارتقى إبراهيم الجبل وجثا على ركبتيه وناداه الله تعالى.. أجاب إبراهيم: من يناديني؟ قال الله تعالى: أنا ألهك يا إبراهيم. وارتاع إبراهيم وسجد على الأرض معفرا وجهه، وهو يقول: كيف يصغي عبدك إليك يا رب وهو تراب ورماد؟ هنالك يأمره الله تعالى أن ينهض لأنه اصطفاه عبدا له، وباركه هو ومن يتبعه. هذه الرواية تحدد زمن اصطفاء إبراهيم وتكليفه بالنبوة بعد تحطيمه لعبادة الأصنام والكواكب. ولعل هذه اللحظات المضيئة التي تجلى فيها الحق تبارك وتعالى على عبده إبراهيم هي التي تحدث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة (البقرة): [color:f1a4= red]إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وعلى أية حال، فان زمن اصطفاء الله تعالى لإبراهيم غير محدد في القرآن. وبالتالي فنحن لا نستطيع أن نقطع فيه بجواب نهائي. كل ما نستطيع أن نقطع فيه برأي، أن إبراهيم أقام الحجة على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما أقامها على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم، ولم يبق إلا أن تقام الحجة على الملوك المتألهين وعبادهم.. وبذلك تقوم الحجة على جميع الكافرين. لنقرأ معا تفاصيل جولته الثالثة مع عبدة الملوك. واجه إبراهيم ملِكا يعتقد أنه إله. يحكي لنا الله تعالى في سورة (البقرة) فيقول: [color:f1a4= red]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ تجاوز الله تعالى اسم الملك لانعدام أهميته، لكن روي أن الملك المعاصر لإبراهيم كان يلقب (بالنمرود) وهو ملك الآراميين بالعراق. كما تجاوز حقيقة مشاعره، كما تجاوز الحوار الطويل الذي دار بين إبراهيم وبينه. كان الملك مصابا بكبرياء الملك ومرض الغرور، وكان استسلام الناس له يزيد من إحساسه بالكبرياء والغرور. استمع إبراهيم إلى الملك وأدرك كل شيء. وقال إبراهيم بهدوء: [color:f1a4= red]رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قال الملك: [color:f1a4= red] أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ لم يتساءل إبراهيم كيف يحيي الملك ويميت.. كان يعرف أنه كاذب. عاد الملك يقول: أستطيع أن احضر رجلا يسير في الشارع واقتله، وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت.. وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت. ابتسم إبراهيم لسذاجة ما يقوله الملك.. وأحس بالحزن في نفسه. غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرا. قال إبراهيم: [color:f1a4= red]فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا.. فلما انتهى كلام النبي بهت الملك. أحس بالعجز ولم يستطع أن يجيب. لقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب.. قال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق، فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب.. إن للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها.. قوانين خلقها الله ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها. ولو كان الملك صادقا في ادعائه الألوهية فليغير نظام الكون وقوانينه.. ساعتها أحس الملك بالعجز.. وأخرسه التحدي. ولم يعرف ماذا يقول، ولا كيف يتصرف. انصرف إبراهيم من قصر الملك، بعد أن بهت الذي كفر.
انطلقت شهرة إبراهيم في المملكة كلها. تحدث الناس عن معجزته ونجاته من النار، وتحدث الناس عن موقفه مع الملك وكيف أخرس الملك فلم يعرف ماذا يقول. واستمر إبراهيم في دعوته لله تعالى.. بذل جهده ليهدي قومه، حاول إقناعهم بكل الوسائل، ورغم حبه لهم وحرصه عليهم فقد غضب قومه وهجروه، ولم يؤمن معه من قومه سوى امرأة ورجل واحد.. امرأة تسمى سارة، وقد صارت فيما بعد زوجته، ورجل هو لوط، وقد صار نبيا فيما بعد. وحين أدرك إبراهيم أن أحدا لن يؤمن بدعوته.. قرر الهجرة. قبل أن يهاجر، دعا والده للإيمان، ثم تبين لإبراهيم أن والده عدو لله، وانه لا ينوي الإيمان، فتبرأ منه وقطع علاقته به. للمرة الثانية في قصص الأنبياء نصادف هذه المفاجأة.. في قصة نوح كان الأب نبيا والابن كافرا، وفي قصة إبراهيم كان الأب كافرا والابن نبيا، وفي القصتين نرى المؤمن يعلن براءته من عدو الله رغم كونه ابنه أو والده، وكأن الله يفهمنا من خلال القصة أن العلاقة الوحيدة التي ينبغي أن تقوم عليها الروابط بين الناس، هي علاقة الإيمان لا علاقة الميلاد والدم. قال تعالى في سورة (التوبة): [color:f1a4= red]وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ خرج إبراهيم عليه السلام من بلده وبدأ هجرته. سافر إلى مدينة تدعى أور.. ومدينة تسمى حاران.. ثم رحل إلى فلسطين ومعه زوجته، المرأة الوحيدة التي آمنت به.. وصحب معه لوطا.. الرجل الوحيد الذي آمن به. قال تعالى في سورة (العنكبوت): [color:f1a4= red]فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ بعد فلسطين ذهب إبراهيم إلى مصر.. وطوال هذا الوقت وخلال هذه الرحلات كلها، كان يدعو الناس إلى عبادة الله، ويحارب في سبيله، ويخدم الضعفاء والفقراء، ويعدل بين الناس، ويهديهم إلى الحقيقة والحق. وكانت زوجته سارة لا تلد.. وكان ملك مصر قد أهداها سيدة مصرية لتكون في خدمتها، وكان إبراهيم قد صار شيخا، وابيض شعره من خلال عمر أبيض أنفقه في الدعوة إلى الله، وفكرت سارة إنها وإبراهيم وحيدان، وهي لا تنجب أولادا، ماذا لو قدمت له السيدة المصرية لتكون زوجة لزوجها؟ وكان اسم المصرية "هاجر". وهكذا زوجت سارة سيدنا إبراهيم من هاجر، وولدت هاجر ابنها الأول فأطلق والده عليه اسم "إسماعيل". وتأتي بعض الروايات لتبين قصة إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة وموقفهما مع ملك مصر. فتقول: وصلت الأخبار لملك مصر بوصول رجل لمصر معه أمرأة هي أجمل نساء الأرض. فطمع بها. وأرسل جنوده ليأتونه بهذه المرأة. وأمرهم بأن يسألوا عن الرجل الذي معها، فإن كان زوجها فليقتلوه. فجاء الوحي لإبراهيم عليه السلام بذلك. فقال إبراهيم -عليه السلام- لسارة إن سألوك عني فأنت أختي -أي أخته في الله-، وقال لها ما على هذه الأرض مؤمن غيري وغيرك -فكل أهل مصر كفرة، ليس فيها موحد لله عز وجل. فجاء الجنود وسألوا إبراهيم: ما تكون هذه منك؟ قال: أختي. لنقف هنا قليلا.. قال إبراهيم حينما قال لقومه (إني سقيم) و (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوه) و (هي أختي). كلها كلمات تحتمل التاويل. لكن مع هذا كان إبراهيم عليه السلام خائفا جدا من حساه على هذه الكلمات يوم القيام. فعندما يذهب البشر له يوقم القيامة ليدعوا الله أن يبدأ الحساب يقول لهم لا إني كذب على ربي ثلاث مرات. ونجد أن البشر الآن يكذبون أمام الناس من غير استحياء ولا خوف من خالقهم. لما عرفت ساة أن ملك مصر فاجر ويريدها له أخذت تدعوا الله قائلة: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلى على زوجي فلا تسلط علي الكافر. فلما أدخلوها عليه. مد يده إليها ليلمسها فشلّ وتجمدت يده في مكانها، فبدأ بالصراخ لأنه لم يعد يستطيع تحريكها، وجاء أعوانه لإنقاذهم لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء. فخافت سارة على نفسها أن يقتلوها بسبب ما فعلته بالملك. فقالت: يا رب اتركه لا يقتلوني به. فاستجاب الله لدعائها. لكن الملك لم يتب وظن أن ما حدث كان أمرا عابرا وذهب. فهجم عليها مرة أخرى. فشلّ مرة ثانية. فقال: فكيني. فدعت الله تعالى ففك. فمد يده ثالثة فشلّ. فقال: فكيني وأطلقك وأكرمك. فدعت الله سبحانه وتعالى ففك. فخرص الملك بأعوانه: أبعدوها عني فإنمك لم تأتوني بإنسان بل أتيتموني بشيطان. فأطلقها وأعطاها شيئا من الذهب، كما أعطاها أمة اسمها "هاجر". هذه الرواية مشهورة عن دخول إبراهيم -عليه السلام- لمصر كان إبراهيم شيخا حين ولدت له هاجر أول أبنائه إسماعيل. عاش إبراهيم في الأرض قلبا يعبد الله ويسبح بحمده ويقدس به. ولسنا نعرف أبعاد المسافات التي قطعها إبراهيم في رحلته إلى الله.. كان دائما هو المسافر إلى الله.. سواء استقر به المقام في بيته أو حملته خطواته سائحا في الأرض. مسافر إلى الله يعلم إنها أيام على الأرض وبعدها يجيء الموت ثم ينفخ في الصور وتقوم قيامة الأموات ويقع البعث ملأ اليوم الآخر قلب إبراهيم بالسلام والحب واليقين. وأراد أن يرى يوما كيف يحيي الله عز وجل الموتى .. حكى الله هذا الموقف في سورة (البقرة).. قال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي لا تكون هذه الرغبة في طمأنينة القلب مع الإيمان إلا درجة من درجات الحب لله. [color:f1a4= red]قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فعل إبراهيم ما أمره به الله. ذبح أربعة من الطير وفرق أجزاءها على الجبال.. ودعاها باسم الله فنهض الريش يلحق بجناحه، وبحثت الصدور عن رؤوسها، وتطايرت أجزاء الطير مندفعة نحو الالتحام، والتقت الضلوع بالقلوب، وسارعت الأجزاء الذبيحة للالتئام، ودبت الحياة في الطير، وجاءت طائرة مسرعة ترمي بنفسها في أحضان إبراهيم. اعتقد بعض المفسرين إن هذه التجربة كانت حب استطلاع من إبراهيم. واعتقد بعضهم أنه أراد أن يرى يد ذي الجلال الخالق وهي تعمل، فلم ير الأسلوب وإن رأى النتيجة. واعتقد بعض المفسرين أنه اكتفى بما قاله له الله ولم يذبح الطير. ونعتقد أن هذه التجربة كانت درجة من درجات الحب قطعها المسافر إلى الله.. إبراهيم.
| |
|
elkorsan Admin
عدد الرسائل : 368 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 01/04/2008
admin admin: (100/100)
| موضوع: رد: تكملة قصة سيدنا ابراهيم الخميس أبريل 10, 2008 5:57 am | |
| | |
|
نسمات من زمن فات Admin
عدد الرسائل : 627 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 04/04/2008
admin admin: (1000/1000)
| موضوع: رد: تكملة قصة سيدنا ابراهيم الجمعة أبريل 11, 2008 5:43 am | |
| | |
|
شمعة الاحزان نائب مدير عام
عدد الرسائل : 604 تاريخ التسجيل : 28/03/2008
admin admin: (1000/1000)
| موضوع: رد: تكملة قصة سيدنا ابراهيم الجمعة أبريل 11, 2008 6:19 am | |
| يسلموااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا | |
|
الكنـــــــج مدير
عدد الرسائل : 662 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: تكملة قصة سيدنا ابراهيم السبت مايو 03, 2008 6:02 pm | |
| | |
|