أعاتب مَنْ وما بي ليس مما ُيعاتب فيـه من أحدٍ سوايا !!
فما اغتال الفؤادَ حبيبُ قلبٍ ولا الأيــام قد سجنتْ خطايا
ولا الأحلام قد صارت بخارا ولا انكسرتْ،أو انتحرتْ رؤايا
ولا انحجبت زهور الحب عنى ولا حين الضحى غامت سمايا
ولا انسحبت سنين العمر مني ولا مني انقضت كمـدا منايا
ولا الدنيا سقتني المرَّ طوعا وعمدا ساقها سحقت صبايـا
* * *
أعاتب مَنْ،ومَنْ يدري بما بي ونار الحزن تسري في حشايا!
أدور كثور ساقية مغمَّـى ولسع البرد يقتحم الخـلايا
وأسواط الحياة تشقُّ لحمي وصرخاتي كرعد في سمـايا
وإن شاءوا أدور إلى ورائي على عقبي،ونضح البئرالرزايا
ومن حولي يغني الطير حرا له همس الطبيعـة صار نايا
وكم أحببت قريتنا صغيـرا بما فيها وإن كانت (تكايـا)
يساق الناس فيها طوع أمر وهم في أرضهم صُفرٌ عرايا
بيوتهم الشوارع في شتاءٍ وفي الأوحال عميان الرعايا
خيالات(المقاتة)في حقولٍ عساهم ماارتضوا أيضاعسايا
* * *
أعاتب مَنْ على جرم بريءٌ أنا منه ، وحمَّلني الخطايا!!
وأقوام الجوار على طريقي بسيف الظلم تحصدها المنايا
ومَنْ يدري إذا دُقَّت عظامي بأني واحدٌ ضمن الضحايا!!
وأني ذات يوم كـنت ثورا يدور،ولم يملَّ لظى البلايا!!
أعاتب مَنْ،وهل يجدي عتابٌ وطـرح البر مذموم السجايا
وطرح البحر أغنية وعادتْ بجرحٍ شأنها شـأن البغايا
وقد عادوا يبيعـونا رقيقاً وما أنفاســـنا إلا سبايا